الحمامات المعدنية.. استثمار يواجه كل العقبات ومصير مجهول لحمامات التلاغمة

الحمامات المعدنية.. استثمار يواجه كل العقبات ومصير مجهول لحمامات التلاغمة

من بين المؤهلات السياحية التي تتمتع بها ولاية ميلة، الحمامات المعدنية التي تنتشر في كل جهات الولاية، وتبقى عاصمة الحمامات بميلة هي مدينة التلاغمة التي تضم أكثر من 15 حمامات معدنية بمنطقة السمارة، والتي حباها الخالق بوفرة مائية معدنية لا تنضب، حوّلها أصحابها إلى استثمارات استقطبت أعدادا هائلة من الزوار ومن كل مكان، غير أن هذه الحمامات السياحية، في ظل غياب سياسة واضحة وثقافة سياحية لدى المسؤولين، ظلت تعاني الأمرّين، فالإهمال والتهميش يخنقها، والسلطات ومنذ التسعينيات زمن إقامة هذه الحمامات ظلت غائبة ولم تأخذ بيد المستثمرين الخواص من أصحاب الحمامات، على الأقل لفك العزلة عن المنطقة، بتعبيد الطرقات وتسهيل الوصول إليها وتوفير النقل أيضا، لتبقى المنطقة معزولة مهمشة، رغم مساعي وجهود أصحابها الذين تكفلوا أنفسهم بتعبيد الطريق، كما أنهم رغم الشكاوى لم يتمكنوا من الحصول على الطاقة الكهربائية الكافية، ما جعلهم يستعملون مولدات كهربائية للقضاء على مشكل الطاقة الكهربائية.

حمامات تفنن الكثير من المستثمرين في تحسينها وتطويرها بإقامة مسابح على الهواء استقطبت أعدادا هائلة من الزوار صيفا وشتاء، وهو ما زاد من إقبال العائلات عليها نظرا لما تتوفر عليه هذه الحمامات من مرافق وأمن.


 غير أن الخرجة الأخيرة لوالي ميلة فاجأت أصحاب الحمامات وصدمتهم، بعد أن توصل إلى أن هذه الحمامات تقع بمحيط السقي بالتلاغمة، وهو ما يجعل مصيرها مجهولا، وقد يكون الهدم والمسح من على وجه الأرض، رغم أن أصحابها لا يكترثون ويؤكدون أن لديهم عقود ملكية وعقود امتياز قانونية. فهل بهذه الطريقة تسير السياحة الحموية التي تقدم خدمات جليلة للمواطنين الذين يقصدونها من كل الولايات الشرقية بغرض الاستشفاء والاستجمام والراحة؟
الحديث عن حمامات التلاغمة لا ينسينا حمامات أخرى في بني قشة واولاد عاشور التي لا زالت على بدائيتها بسيطة تقدم خدمات في غاية التواضع، ولا زالت قديمة جدا لم تتم عصرنتها، كما يوجد بميلة وتحديدا بمنطقة اولاد بوحامة حمام معدني أيضا يعرف عصرنة، لكن يبقى غير معروف بسبب عزلته. وأما حمام بني هارون فقد تم وأده وهدمه بقرار من والي ميلة السابق، بعد نزاع دام سنوات طويلة مع أحد المستثمرين، هذا الأخير ولحسن الحظ باشر منذ سنة مشروع إنجاز مركب حموي بالمنطقة. هذا ما يمكن قوله عن السياحة الحموية بولاية ميلة، والتي تبقى بعيدة كل البعد عن منافسة غيرها من الحمامات الشهيرة، على غرار حمام دباغ بقالمة وحمام قرقور بسطيف وحمامات ريغة وبوحنيفية..
المصدر: ربورتاج: بوطلاعة رشيد

Post a Comment

Previous Post Next Post

نموذج الاتصال